الانفجار العظيم خلق الزمكان من العدم منذ 13.8 مليار سنة

يُعتبر الانفجار العظيم نقطة البداية لكل من المكان والزمان، حيث نشأ الكون من حالة فردية (singularity) ذات كثافة لا نهائية ودرجة حرارة لا نهائية منذ 13.8 مليار سنة. في هذه اللحظة الأولى، لم يكن هناك 'مكان' للانفجار أن يحدث فيه، بل إن الانفجار العظيم خلق المكان نفسه. الزمن أيضاً بدأ مع هذا الحدث، مما يعني أنه لا يمكن السؤال عما حدث 'قبل' الانفجار العظيم لأن مفهوم 'القبل' لا معنى له بدون وجود الزمن. هذا المفهوم الثوري غيّر فهمنا الأساسي لطبيعة الواقع، حيث أن الزمكان (space-time) وفقاً لنظرية النسبية العامة لأينشتاين هو نسيج واحد متصل يمكن أن ينحني ويتمدد. التمدد الكوني الذي نلاحظه اليوم هو استمرار لهذا الانفجار الأولي، حيث تتباعد المجرات عن بعضها البعض ليس لأنها تتحرك عبر الفضاء، بل لأن الفضاء نفسه يتمدد.